كتابات في مهب الريح !!!

الحـل الصعب الأربعاء أغسطس 12, 2009 9:27 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يجد الانسان ان لديه القابلية والمزاج والمناخ الملائم للكتابة بعد إن يجد العنوان المناسب الذي يصلح بان يكون عنواناً لموضوعا ما سيكون غنياً بالمعلومات الجديدة والشيقة ويستطيع من خلاله( حسب اعتقاده ) بانه سيجلب عددا اكبر من القراء ، فانه سيشمر عن ساعدية وسيبذل قصارى جهده ويضغط بكل قواه على جميع الحواس التي يمتلكها والتي من شأنها مساعدته على الكتابة ومن تلك الحواس والتي تاتي بالدرجة الاولى هي ( الذاكرة ) وهي عقدة من عقد المخيخ المهمه والتي من شانها العمل على خزن الصور التي نراها كل يوم ومهما تكن كميتها وحجمها وكثرة اوقلة الوانها وكذلك كل مانسمعه من كلام مفيد اوغير مفيد من جميع البشر من الذين حولنا والذي من شانه ان يفيدنا بشيء جميل او لايفيدنا عندما لايكون كذلك ، وتلك الذاكرة تخزن كل شي نسمعه ونراه منذ ان ولدنا والى يومنا هذا باستثناء السنوات الثلاث الاولى في مرحة الطفولة والتي اجمع العلماء ان المعلومات وبعض المشاهد التي تمر بنا في تلك المرحلة لاتعلق في الذاكرة لضعفها وعدم اكتمال نموها بشكل كامل ، والذاكرة هي المقياس الوحيد للتميز بين ( الذكاء والغباء ) لان الذاكرة القوية هي التي تخزن مانسمعه ومانراه ومانفعله بشكل سليم ويستطيع الانسان ان يجتره بدون معانات كبيرة واطالة في التفكيرويمر امامه كشريط فلم وكانه حدث قبل قليل بالرغم من مرور عشرات السنين على الحدث ويطلق على صاحب تلك الذاكرة بانه ( ذكي ) لكونه يستطيع ان يستحضر كل شيء قراءه او سمعه متى يشاء ، على عكس الذاكرة التي لاتتمسك بتلك الاشياء بصورة سليمه والتي من شان صاحبها ان يبقى يضغط عليها للتذكر لكن دون جدوى بالرغم من ان المشهد قد مر بذاكرته وسجل حضورة هناك بغض النظر عن المدة التي مرت على تسجيل الحضور سواء كانت قبل عدة سنوات او قبل سويعات قليلة ، وينعت صاحب تلك الذاكرة بانه ( غبي ) حيث غالباً ما يستحضر ماطلب منه بعد فوات الاوان وانتهاء المناسبة ولم يعد هناك حاجة لما تذكره ويصبح من اللذين يطلق عليهم بانهم ( لم تسعفهم الذاكرة ) ومن اجل اغناء تلك الذاكرة بصورة سليمة هو القراءة المستمرة التي من شانها ان تعد بانها ( رياضة الفكر) والذاكرة لاتمتلي مهما مرت على الانسان من احداث منذ طفولته وحتى اخر لحظه قبل مماته وهناك الكثير من المعمرين ممن اجتازوا في اعمارهم المائة العام او اكثر ولازالوا يتذكرون احداث مرت بهم قبل قرن من الزمان .
اذن ذاكرة الكاتب اذا كانت من (النوع الاول) فانه سيغني القارئ بكم هائل من المعلومات التي قرئها اوالتي عاشها على ارض الواقع ويستطيع ان يجسدها بأطار جميل وسرد اجمل ، حينها سنتلمس ان المتلقي يجد لذة في المواضيع التي يقرائها ، على عكس الكاتب الذي ذاكرته من ( النوع الثاني ) الذي بين لحظة واخرى يلملم كل قواه و يضغط على ذاكرته ( المتعبه ) من اجل ان يخرج من خزائنها معلومات متقطعه خالية من روح الابداع ولانجد أي تواصل اوربط بين جملة واخرى بحيث لايستطيع المتلقي إن يتلذذ في قرائتها مهما كبرت وكثرت صفحاتها ، وفي واقعنا الكثير من تلك الحالات وهناك مفاضلة يقررها القارئ بين كاتب واخر اذا كانت له القابيلية على التميز بين الجميل والقبيح مما يكتب الكاتبون ، كما ان هناك اختصاصيون لتلك المفاضلة هم ( النقاد ) الذين من شانهم وضع المقالة او القصة أو الموضوع على طاولة التشريح والتحليل ليخرجوا بنتيجة صلاحيتها من عدمه مع تشخيص الخطا والصواب في الطرح، وعندها نجد ان كتابة الكاتب الثاني ليس لها شان ولم يجني منها ثمار مجهوده في اعدادها ونشاهد إن القارئ ليس لدية الاستعداد الى اعادة قرائتها مرة أخرى اضاعة للوقت ، كما انه سيتجنب تناول أي اصدرات او مواضيع جديدة لذلك الكاتب حتى وان تحسنت كتابته فيما بعد لان القارئ قرر ان يضعها في ( مهب الريح ) وعدم المجازفة في هدر الجهود لقراءة أي مواضيع ثانية لنفس الكاتب حتى وان كانت في مستوى افضل من الاولى لان المقياس والتقيم قد اتخذ قراره بذلك ولكل قارئ ذوقه الخاص ومن الصعوبة إن تجبر الناس على قراءة ماهو سيء للحد الذي لاتستسيغه النفس ...................

محہمہد السبت أغسطس 15, 2009 1:38 pm

مشكوووووووور
تقبل مروري

كتابات في مهب الريح !!!

كتابات في مهب الريح !!!

رد: كتابات في مهب الريح !!!